الثلاثاء، 10 فبراير 2009

يا ليت كل حكوماتنا حدس!

كتب رئيس تحرير صحيفة الشاهد الشيخ "صباح المحمد" مقالاً اليوم 10/2/2009 عنوانه:
يا ليت كل حكوماتنا حدس

مع اختلافي الفكري والمنهجي مع حدس وعدم قناعتي بالكثير من منتسبيها الا انني معجب بأسلوب حكمهم، والتأكيد على قوتهم وعزمهم وهمتهم، ودعم الحركة لأعضائها حتى وان كانوا على خطأ، بعكس الحكومة التي تتخلى عن أعضائها في الأزمات.

كان من أفضل الوزراء في الحكومة السابقة همة ونشاطاً وشخصية وقراراً ومواجهة للاعلام والبرلمان، وزير النفط محمد العليم والذي كان مخلصاً قلباً وقالباً للحكومة الا انها تخلت عنه مثل باقي الوزراء الذين تخلت عنهم، ومع أنني لا أعرفه شخصياً إلا أنني كنت معجباً به كوزير، وكذلك التيار نفسه الذي بات يحاربه الكثيرون هذه الأيام من أجهزة اعلام وسياسيين وأصحاب فكر ورأي محاولين تهييبهم وتخويفهم للرجوع عما أقدموا عليه سواء كان ذلك حول أفكار أو مشاريع أو دفاعاً عن النفس أو حتى استجواب رئيس الوزراء شخصياً.

إن حدس، ومع قلة إمكانياتها المادية والمعنوية مقارنة بالحكومة، إلا أنها أكثر جماهيرية وتنظيما من خلال قوتها وشخصيتها وتكتيكها وسياستها، ما يفرض على الشارع احترامهم حتى وإن كانوا على خطأ، فهؤلاء الداخلين في عصبة حدس متمكنون من اللعب في السياسة وتحويل قناعات الرأي العام لصالحهم حتى وإن كانوا مخطئين.

ومن خلال إصرارهم على أطروحاتهم أو مفاوضاتهم لفرض هذا القرار أو تمرير ذاك المشروع أو دعم موظف في الحكومة منتم لهم، وما أكثر الحدسيين في الحكومة من أكبر الكراسي إلى أصغرها، إلا أنهم لا يتراجعون، ومن هنا يُحترمون، فعندما يعزم أيا كان من التجمعات السياسية على اتخاذ قرار، سواء كانت حكومية أو شعبية أو نيابية فيجب ألا تتراجع عما تتقدم به للشارع والمواطن من قناعات وهذا ما يميز حدس عن الحكومة التي مللنا من كثرة قراراتها وإلغائها بنفس اليوم، أو في أحسن الأحوال خلال شهر، ما أفقد الشارع الثقة بالحكومة، فلا قرار يطبق، وإن لم يلغ فإنه يوضع في الأدراج ويُنسى.

______________
المقالات والتعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الحركة الدستورية الإسلامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق