الثلاثاء، 3 فبراير 2009

بيان "حدس" حول استجواب رئيس مجلس الوزراء

بيان الحركة الدستورية الإسلامية حول استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء

انطلاقا من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} (المعارج: 33،32) والتزاما بالمبادئ الدستورية الأصيلة، وبكل اطمئنان وثقة وعي لأهمية وخطورة المرحلة، وبكل إيمان وإصرار بأن الكويت تستحق الأفضل ، واستمرارا لتفعيل عجلة الاصلاح، وبعد مداولة مطولة ونقاشات مستفيضة بحثت فيها الحركة الدستورية الاسلامية الوضع المتردي للحالة السياسية والتنموية التي تمر فيها البلاد، اتخذت الحركة قرارها بتفعيل أداة الاستجواب الدستورية تجاه سمو رئيس مجلس الوزراء من خلال نوابها في مجلس الأمة.
-
هذا الاستجواب الذي جاء منسجما مع ما حذرت منه الحركة الدستورية الإسلامية في بيانات ومواقف سابقة من أن استمرار التخبط والتردد والضعف الحكومي لن يحقق إلا المزيد من التردي على جميع المستويات لاسيما بعد توالي وتكرار الأزمات التي كانت تعالج من خلال منهجية المساومات والصفقات السياسية والتي صارت منهجاً وعنصراً أساسياً في مواقف الحكومة تجاه تنمية وتطوير الكويت مما أفقدها زمام المبادرة في قيادة العمل التنفيذي وتقديم الحلول الجذرية، والجدية في التعاطي مع مستجدات الأحداث وتدافع الأزمات ، وبدلاً من التصدي للمتنفذين الذين أصبحت لهم سطوة بالغة على صناع القرار.

إن الحركة الدستورية الإسلامية قد مارست بكل جدية ولفترة سياسة طويلة إعطاء الفرص والمساهمة في تهيئة الاستقرار للعمل الحكومي وقدمت النموذج في ذلك عبر تصدرها لسياسة التهدئة والتعاون بين السلطتين، ولم تكتف بذلك بل تعاملت بإيجابية كبيرة مع متطلبات الاصلاح والتنمية من خلال تقديمها للمبادرات والبرامج العملية في مختلف الجوانب،بل وتحملت عبء المشاركة في حكومات متعاقبة، ولئن كان هناك تيار سياسي وكتلة برلمانية تتحلى بالصبر والعقلانية وبطول النفس وبالتضحية في سبيل تحقيق تلك المتطلبات لكانت الحركة الدستورية الإسلامية من أبرز الآخذين بزمام المبادرة والبذل، إلا أن ما حدث ويحدث في الكويت من استمرار حالة التردي العام خلال السنوات الأخيرة لم تعد تجد معه تلك السياسات، فالأزمة التي تعيشها الكويت أعمق من المعالجات الحكومية المحدودة للأحداث السياسية ولمتطلبات البناء والتنمية ، وهي بلاشك أزمة تتعلق بأداء وإدارة رئيس السلطة التنفيذية التي اتسمت بالضعف والتردد.. فلا هو الذي استطاع الاستفادة من فرص الرخاء الاقتصادي، ولا هو الذي أجاد التعامل وقت الأزمات.
-
إننا في الحركة الدستورية الإسلامية قد ذكرنا سابقا وقبل تشكيل الحكومة الحالية بأن حال هذه الحكومة لن يكون أحسن من سابقاتها، ما لم يتغير نهج التردد والتخبط- والذي لن يتغير- وما لم تصمد الحكومة ورئيسها أمام تحركات ومتطلبات المتنفذين من أصحاب المصالح التجارية والسياسية ، وما لم تؤسس نهجها على صناعة الأحداث أو الاقتراب من صناعتها دون الدخول في مساومات لا هدف منها سوى البقاء السياسي.

إن الواجب الوطني وطبيعة القوى السياسية الفاعلة والحية وأسس بناء الدول القوية وطبيعة منهج الإصلاح لا يعتمد بأي حال من الأحوال على الترضيات ولغة المساومات والصفقات، وإن مستقبل الأجيال الذي يتهدده الخطر لا ينتظر الزمن ، وإن حالة التردي العام في أوضاع البلد وعرقلة الاصلاح السياسي والاخفاق في استثمار الوفرة المالية لتطوير وتنمية البلد وعدم القدرة على حماية مصالح المواطنين المالية والمعيشية وعرقلة أعمال المؤسسة التشريعية هي ما تدعونا إلى استخدام الأداة الدستورية في استجواب سمو رئيس الوزراء، فبقاء الوضع على ما هو عليه لن يزيد الأمور إلا سوءاً وتدهورا، ولقد آثرت الحركة الدستورية الاسلامية أن يتم تحديد أجلا زمنيا أقصى لتقديم استجوابها إيمانا منها بأن معطيات الحال الذي آلت إليه البلد تجعل الاستجواب أمراً مستحقاً في أي وقت خلال تلك المدة بعد استكمال متطلباته ، وهو مايمكن الحركة من إعداد الاستجواب ومحاوره بصيغتها النهائية وكذلك من طرح رؤاها وقناعاتها في هذا الخصوص على أبناء الشعب الكويتي ليقف على الحقائق كاملة من مصادرها.

إنه وبالرغم من إدراكنا في الحركة الدستورية الإسلامية من أن بعض وسائل الإعلام "الفاسدة" ومن يقف ورائها ويدعمها ستبدأ بحملات تشويه وتزييف للحقائق وفقا لرغبات ومصالح الذين لا يريدون الخروج من هذه المرحلة الراهنة بما يسودها من تخبط وسوء، ولقد سبق لهذا الإعلام "الفاسد" أن مارس عمليات الردح والشتم على بعض النواب الأفاضل والرموز السياسية كلما عزم أحدهم على تفعيل الأدوات الدستورية ولا أدل على ذلك من حملتهم المسعورة على النواب د. وليد الطبطبائي و محمد هايف وعبدالله البرغش ومؤخراً على النائب الفاضل د.فيصل المسلم وغيرهم.
-
ولكن هذا الإعلام "الفاسد" يجهل أنه قد تعرى وانكشف أمام الشارع الكويتي الذي لن ينطلي عليه ذلك الزيف والكذب والخروج عن الأخلاق الذي تقوم به بعض فضائيات الردح وبعض الصحف الصفراء التي تقتات على المال السياسي والتي تجهل بأن وسائلها الرخيصة وأدواتها المأجورة لن تثنينا عن المضي في سبيل انتشال الوضع العام من حالة التردي التنموي والسياسي، في حين يبقى الموقف الايجابي لبعض الوسائل الاعلامية الهادفة والموضوعية والتي تنتقد من أجل الاصلاح وتلتزم بأخلاق المهنة وتتعامل بحس مسئول يبقى هو الرافد الحقيقي لمشاريع الاصلاح والتنمية.

وختاما : فإن الحركة الدستورية الاسلامية وهي تعتزم تقديم الاستجواب لسمو رئيس الوزراء عبر نوابها فإنها تدعو الجميع وفي مقدمتهم الأخوة أعضاء مجلس الأمة والكتل السياسية والبرلمانية إلى عدم التعجل في أحكامهم على الاستجواب قبل الوقوف على محاوره ، وندعوهم إلى عدم حجب حقنا في ممارسة أداة دستورية تمثل حقا دستوريا راسخا للبرلمان وأعضائه الذين يمثلون الأمة .

الحركة الدستورية الإسلامية
الكويت في الثلاثاء 3/2/2009

هناك 6 تعليقات:

  1. مساء الخير أخوي شباب حدس بالبداية أرجو أن يكون لديكم رحابة صدر لتقبل رأيي في بيان الحركة الدستورية

    ذكر في البيان بأن الحكومة فيها تخبط و ضعف و تردد و طبعا حكوماتنا من بعد الغزو لي ألحين أغلبها كانت تحمل هذه السمات و التاريخ خير شاهد بأن حدس كانت مشاركة في هذه الحكومات بالتالي التخبط و التردد أيضا يلقى على مسوؤلية و عاتق حدس بحكم مشاركتها في صنع القرار

    أيضا البيان يتحدث عن متنفذين و أصحاب مصالح تجارية و في الحقيقة لا يخفى على أحد بأن مبارك الدويلة و عبدالعزيز الشابجي هم أحد هؤلاء المنتفذين و أصحاب المصالح التجارية لأرتباطاتهم بعقود مليونية مع الدولة

    و بالنسبة لعدم التعجل في إبداء الرأي على الأستجواب فحدس كانت من أوائل التيارات التي اصدرت أحكام مسبقة على الأستجواب المرتقب من المليفي زائد الأستجواب المقدم من الثلاثي

    بالنهاية كما هو واضح فالحركة الدستورية تنتهج مبدأ علي و على أعدائي و صدقني لو مقترح حدس للجنة تحقيق الداو ماشي جان ما تهورة الحركة و حمرة العين فجأة و قررت إستجواب رئيس الحكومةاللي الغاية الرئيسية منة رد إعتبار حدس السياسي و كسب رصيد شعبي من الشارع تمهيدا للأنتخابات المبكرة و لكن كفة المصلحة الخاصة للحركة هي الطاغية على المصلحة العامة حسب تحليلي و الدليل معارضة مبارك الدويلة للأستجواب طبعا السبب واضح كالشمس لأرتباط الدويلة بعقود و مناقصات مع الدولة عن طريق الشركة التي يرأسها بالإضافة كون شقيقة بدر عضوا بالحكومة فشتان بين مبارك الدويلة الراديكالي بطل دواوين الأثنين و بين مبارك الدويلة 2009

    تحياتي

    كويتي شعبي

    ردحذف
  2. خطوة مباركة أتمنى لها التوفيق

    التخبط الحكومي الواضح وعدم وجود رؤية حقيقية للتنمية واللإصلاح هما الوقود الذي يضخ في نار الحكومة ، كفا ضعفا وتراجعا في وجه قوى التخويف والصراخ فلم يكن يوما التخويف والصراخ منهاجا للتنمية والتقدم

    وأما أقلام الحبر الأصفر الباهت فلتكتبي من قلبك المريض وضميرك النائم أسطر الخذلان التلفيق والتشهير ما تكتبي فحسبنا الله العظيم الجبار الذي قال : (( مايفض من قول إلى لديه رقيب عتيد )) فلتشنوا حربكم العشواء بأسلحتكم التي صارت مكشوفة للجميع فرائحتها النتنة قد أزكمت الأنوف النقية و أزعجت الأسماع الحكيمة .

    فاليوم يوم حساب لا يوم لقاء، حساب يعري التخذل ويسقط ورقت التوت عن الراغبين والمتواطئين على أن يستمر هذا الوضع ليزيدوا من نفوذهم ليبثوا رغباتهم المريضة بأمراض التنفع والاستنفاع

    فيا رئيس الوزراء العزيز كن أسدا وواجه فبمجرد المواجهة سينكشف لك المصلح من المهداهن المتملق من الطبول الخاوية و عندها لن يكون للصبر أي قيمة أو معنى

    وفي النهاية أرجو أن لايسبق السيف العذل

    ردحذف
  3. مساء النور
    وعليكم السلام

    كويتي شعبي

    إن شاء الله لدينا جميعًا رحابة الصدر والعقل
    لسماع الرأي الآخر والنية الصادقة بالوقوف مع الحق

    1. عن المشاركة في الحكومات السابقة:

    بالفعل كانت لنا محاولات في إصلاح وزارات سابقة من خلال التمثيل الحكومي، ولكن هذا لم يمنع من معارضتنا للنهج الحكومي بصورة عامة، فأداؤه سيء بصورة عامة، وتمثيلها في وزارات لم يمنعنا في محاسبة وزارات.

    ووصولنا الآن لقناعة بعدم الاشتراك في الحكومة الخامسة الحالية، وقرارنا بعد ذلك بتقديم استجواب لرئيسها، هو امتداد طبيعي لنهجنا في الإصلاح من خلال مختلف الادوات الدستورية.

    2. وجود متنفذين داخل الحركة:

    نعم هناك من يعملون أعمال "حرة" داخل الحركة، كما أن هناك من يعملون في "الحكومة" أو القطاع "الخاص"، ولا يخفى عليك أفضلية العمل الحر في العمل السياسي الفعال، وهو ما تراه في أدبيات السياسيين حول العالم وتجارب السياسيين في الكويت.

    وما عناه البيان وتحذيرات الحركة المتكررة، هو المتنفذ بمعنى من يشتغل عناصر يمتلكها في تحقيق أهداف شخصية كتنمية ثروته، و"حدس" لدينا محاسبة داخلية بجانب العلنية - تقديم تقرير الذمة المتكرر - لأعضائها في مختلف المكاتب، ونطمئنك أن القرارات جماعية وشورية وموضوعية بشكل يضمن تقديم مصلحة الوطن على أي مصالح ذاتية.

    3. التعجل في إبداء الرأي بالاستجوابات:

    كلامك خاطئ، حيث أن "حدس" تطالب دائمًا بسماع الاستجوابات قبل الحكم، وتنتقد الأحكام المسبقة، وطالبت بذلك حتى في استجوابات قدمتها هي بنفسها.

    لاحظ أخي الكريم أن البيان يحذر من الإعلام الفاسد، حيث أنه يساهم في التغطية عن المنهج الموضوعي والمستقر في تعامل "حدس" من القضايا المختلفة، وتقوم بعض الأقلام بلصق انطباعاتها الشخصية بالحركة الدستورية الإسلامية قسرًا.

    3. الاستجواب شخصي ومصلحي:

    أطمئنك بأن الاستجواب نوقش واعتمد في أكثر مستوى داخل "حدس"، وكانت كل وجهات النظر مطروحة، ولم تكن الأبعاد الشخصية أو المصلحية المجردة ماثلة في تلك المناقشات، وهذه المناقشات الموضوعية ساهمت في تكوين أو تغيير قناعات المشاركين بها بكل أريحية ودون أحكام مسبقة، عدا السعي لمصلحة الوطن.

    تحياتنا لك
    وشكرًا لمرورك مجددًا

    _______________

    التعليقات والردود المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الحركة الدستورية الإسلامية.

    ردحذف
  4. الأخ محمد
    شكرًا لمرورك
    ومباركتك لهذه الخطوة

    1. نتفق على إشارتك لتعطل التنمية بسبب سياسات المساومات والخضوع للابتزاز القائمة

    2. نشكرك على التذكير بالله تعالى ومسؤولية الكلمة، وبالفعل فقد فقدوا المصداقية مع تكرار التزييف ومحاولة قلب الحقائق، و(لا يحيق المكر السيء إلا بأهله)، والحمد لله رب العالمين.

    3. ندعو معك إلى تأييد خطوات "حدس" وغيرها، في إيقاف الفساد في مختلف مناحي الحياة العامة في الديرة، وإلى الذود عن مصالح الوطن وأمواله العامة، والله يوفق الجميع في هذه الاتجاه، بعيدًا عن الحقن المخدرة والأعذار المخذلة.

    شكرًا لك
    ومرحبًا بك

    ___________
    الأراء والتعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الحركة الدستورية الإسلامية.

    ردحذف
  5. الاخ شباب حدس
    هي نصيحة لك ان تقبلها او تردها
    دخولك للمواضيع التي تتعلق بحدس
    و مطالبة الاخرين مناقشتها بمدونتك خاطئ
    من حيث يجب ان تكون ردودك على الموضوع المطروح نفسه
    و تختلف الاسئله و الاسلوب من مدون لاخر
    اما بيانكم المنشور
    لو كان وافي وكافي
    ما كان له داعي ان تشرحه
    همسة صغيرة
    اربع حكومات لتقرروا بعدها الاصلاح!!!

    ردحذف
  6. إنتر كويت
    شكرًا لمرورك أسعدنا
    واقتراحك قيّم وعملي

    بشأن البيان
    إذا كان أي شيء استشكل عليك
    أو تحب الاستزادة فيه
    نحن في الخدمة

    بشأن الحكومات الخمسة:
    المهلة المعطاة للأمور
    والمقدار الكافي وغير الكافي من الاحتمال
    والفرص والتمهل
    يختلف بين فرد وآخر
    وبين تيار وآخر

    شكرًا مجددًا

    ______________
    الآراء والتعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الحركة الدستورية الإسلامية.

    ردحذف