الخميس، 11 يونيو 2009

من كانت له هذه الإنجازات فليرفع رأسه


الوطن- مالي أراكم وكأن الطير على رؤوسكم.. مالي أرى الحزن على وجوهكم؟ مالي أرى خطاكم قد تثاقلت؟ ألستم تحملون هم الدعوة وإيصالها؟ فهل توقفتم عندما توقفت «حدس»؟ هل انتهى دوركم عندما تقلص عدد الحدسيين في مجلس الأمة؟!

لم ينحصر العمل الدعوي في يوم من الأيام في العمل السياسي فقط، ولم تقف الدعوات أو تنكفئ بسبب انكفاء العمل السياسي، ولنا في التاريخ عبرة لمن يعتبر.إن إنجازاتكم وتاريخكم يشهد لها القاصي والداني على المستوى السياسي والاجتماعي والخيري والتربوي حتى التدريبي، وكانت لكم الصدارة فيها، بل ارتبطت الصدارة بكم.. فلم جلد الذات؟ ولم استصغار الإنجازات واحتقار المعروف ما دمتم تبتغون وجه الله عز وجل؟

هل تذكرون فترة الخمسينات والستينات وطفرة الانفتاح وحرق العباءة واختلاط الجامعة، والاستيلاء على المشاريع والمناقصات، وتفشي الربا في المصارف والشركات، وسهرات ليالي الخميس في التلفزيون.. ثم في أماكن أخرى، وبالغ بعضهم بطلب إباحة الخمور.. وغير ذلك من الموبقات، من يا ترى وقف في وجوههم وهم يدعون أنهم النخبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟!

هل تذكرون الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبدالله النوري والشيخ حسن أيوب والشيخ حسن طنون والشيخ طايس الجميلي والشيخ أحمد القطان والشيخ يوسف السند.. ووقفاتهم القوية ضد الفساد؟!

لقد كانت لمساتكم واضحة على المستوى الاقتصادي منذ إنشاء بيت التمويل الكويتي، والآن عشرات الشركات الاستثمارية والصناعية تتعامل بالاقتصاد الاسلامي، ليس في الكويت فقط، بل في العالم كله.

بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات تعنى بالعمل الخيري الرسمي من خلال بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف.

هل تذكرون عدد المصلين الشباب في الستينات والسبعينات، والآن انظروا الى المساجد كيف هي عامرة. لقد كانت صلاة القيام في رمضان من اختصاص كبار السن، والآن تغص المساجد رجالاً ونساءً وشباباً في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، فضلاً عن الاعتكاف فيها.
هل تذكرون عدد المحجبات في تلك الفترة؟ أذكر في السبعينات ان برنامج «مع الطلبة» لم يكن فيه محجبات سوى واحدة أو اثنتين بين مائة طالبة تقريباً، فكانتا نوراً مشعاً، وفي الثمانينات وجدنا العكس بين مئات المحجبات وبينهن واحدة أو اثنتان غير محجبات كالنقاط السوداء في القلب.

وإذا اتجهنا لصيام أيام الست من شوال وأيام الاثنين والخميس والأيام البيض، وأيام تاسوعاء وعاشوراء ويوم عرفة.. فمن النادر أن تجد من يصومها في تلك الفترة، والآن أصبحت سنة متزايدة أقبل عليها الناس بشكل ملحوظ ولافت للنظر.

أما العمل الخيري فقد بدأ بلجان صغيرة في بعض المناطق أقدمها وأشهرها لجنة زكاة العثمان ثم لجنة زكاة العلبان، والآن لا تخلو منطقة من لجنة زكاة تستقبل التبرعات وتوزعها لمستحقيها داخل الكويت.

وعلى مستوى العمل الخيري العالمي.. فقد شهد له الجميع وأصبح صناعة كويتية، ويكفينا وصف سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بقوله «العمل الخيري تاج على رؤوس الكويتيين»، وكل الكويتيين يفخرون بالعم يوسف الحجي ود. عبدالرحمن السميط.. فاتح أفريقيا، والشيخ د. جاسم مهلهل الياسين.. وغيرهم كثير.

هل نسيتم لجان التكافل التي التف الشعب حولها فترة الاحتلال العراقي الغاشم، وحملة «المرابطون» في الخارج؟ هل تذكرون محاولات إفشال مؤتمر جدة الذي أنقذه العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله في الساعات الأخيرة قبل افتتاح المؤتمر؟ هل تذكرون أدوار صندوق التكافل لرعاية أسر الشهداء والأسرى ومحاولات الإفراج عن الأسرى؟ هل تذكرون دور العم أبو بدر في الاصلاح بين الأقطاب؟!

لقد ساهم رجالاتكم بمشاريع تنموية كبيرة في مكافحة المخدرات من خلال جمعية البشائر بقيادة الشيخ د. عبدالحميد البلالي، ومساعدة المسجونين من خلال جمعية التكافل بقيادة الشيخ مساعد مندني.. وغيرها كثير.

عندما سأل أحد قيادات حدس أحد رؤساء تحرير الصحف قبل بضع سنوات: لماذا تهاجموننا بهذه الطريقة؟ أجاب: لقد خربتوا عيالنا؟ سأله: كيف؟ قال: حجبتوا بناتنا .. !! ( بدون تعليق ).

نعم.. أنتم قدمتم الفكر وتركتم الأثر، أخلصتم النية لله عز وجل فبارك الله في جهودكم، ومن يحمل فكركم ونهجكم كثيرون، ولكنهم قد لا يحملون راية حدس.. بل قلبها.أبشروا.. فانتم على خير، ودعوا القيل والقال وكثرة السؤال.. وارفعوا رؤوسكم واجتهدوا.. فالمسير طويل والعمل كثير، ولا راحة الا عند أول قدم نضعها في الجنة، التي أسأل الله عز وجل أن يرزقنا إياها وجميع المسلمين.

هناك 5 تعليقات:

  1. اي والله صدق الدكتور

    ردحذف
  2. شكرًا لمروركما الكريم
    ونرفع رأسنا دائمًا بمبادئ الخير

    ردحذف
  3. "هل تذكرون الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبدالله النوري والشيخ حسن أيوب والشيخ حسن طنون والشيخ طايس الجميلي والشيخ أحمد القطان والشيخ يوسف السند.. ووقفاتهم القوية ضد الفساد؟!"
    .................
    {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}.

    ردحذف
  4. صدق الله العظيم،
    وشكرًا للمرور الكريم.

    ردحذف